كيف يعمل راديو الزنبرك؟
الراديو يعمل من خلال زنبرك يُدار باليد، وهو بالتالي يدير لفافة من حديد الكربون حول عمود إدارة. لفافة حديد الكربون تبلغ 3 سم في العرض، و10 أمتار في الطول، إلا أنها رقيقة جدا؛ حيث يبلغ سُمكها 0.02 سم. وقد صُنع حديد الكربون هذا في الأصل من أجل ارتداد أحزمة الأمان داخل السيارات، إلا أنه في راديو الزنبرك أقوى بكثير.
عملية إدارة الزنبرك هكذا تؤدي إلى تحويل الطاقة الميكانيكية إلى مستودع لطاقة كامنة يمكن استغلالها وقت اللزوم. فحين تبدأ اللفافة في إعادة الدوران حول نفسها يبدأ عمود الإدارة في الدوران، وهو بالتالي يدير عددا من التروس المتصلة بمولِّد صغير. علبة التروس مسؤولة عن تحويل سرعة الدوران البطيئة للفافة إلى سرعة دوران سريعة للمولد؛ حيث تصل نسب السرعة إلى 1:1000.
حوالي 55 لفّة للزنبرك تؤدي إلى لفّ لفافة كربون الحديد كاملة؛ وهو ما يعطي حوالي 15-17 دقيقة من الاستماع.
وزن الراديو على هيئته الأصلية يبلغ 1 كجم فقط، أما طوله فيبلغ 210مم، وعرضه 74مم، وارتفاعه 104مم.
كوماندو سولو
البثّ الإذاعي الذي يصل إلى أجهزة الراديو يصل من طائرات EC-130 Commando Solo، والتي تمتلك القوات الجوية الأمريكية ست طائرات منها، كلها تابعة للمجموعة "193" المتخصصة في العمليات الخاصة، والتي تركز أنشطتها في العمليات النفسية PSYOPS.
طائرة الكوماندو سولو هي عبارة عن مركز متنقل للإذاعة والتليفزيون، وتستطيع بثَّ نشراتها عبر موجات AM, FM, HF وموجات التليفزيون والقنوات العسكرية. تقوم الطائرة ببثِّ رسائل إلى الشعب المستهدف من أجل إضعاف معنوياته، أو كسب تأييده، كما أنها تبثُّ برامج خاصة للقوات الأمريكية نفسها من أجل رفع المعنويات. تطير الطائرة عادة في أقصى ارتفاع لها وهو 20.000 قدم من أجل تفادي أية ضربات من قِبل الدفاعات الأرضية، ومن أجل ضمان أفضل ظروف للبث. كما تطير الطائرة نهارا وليلا، ومن الممكن إعادة تزويدها بالوقود جوّا. وتستطيع الطائرة التشويش على جميع الإذاعات المحلية؛ بحيث لا يسمع المستمع أي شيء على تلك الموجات، ثم تقوم الطائرة بالبثِّ على موجة أعلى أو أكثر انخفاضاً قليلا من نفس تلك الموجة؛ بحيث يعتقد المستمع أنه قد اختار إذاعته المفضلة. أو تبث الطائرة على نفس الموجات المحلية بعد تدمير محطات الإذاعة والتليفزيون بالبلد المقصودة. أو قد تقوم بالإرسال على نفس الموجات بعد انقطاع فترة الإرسال. وكثيرا ما تُسقط قوات العمليات النفسية الأمريكية نشرات للمجتمع المقصود لإخبارهم بفترات وموجات الإرسال.
تحتوي طائرة الكوماندو سولو على العديد من الهوائيات؛ فبها هوائيتان ضخمتان blade antennas تحت كل جناح، وثالثة ممتدة إلى الأمام من الزعنفة العمودية. وهناك أيضا هوائية سلكية قابلة للسحب تقع في ذيل الطائرة، وأخرى ممتدة من بطن الطائرة، وممسوكة في مكانها بثقل وزنه 500 رتل. ويقال: إن قوة البثّ من الطائرة تساوي 10 كيلو وات.
يمكن بثّ رسائل مسجلة، أو القيام بالبثّ المباشر من الطائرة، وعادة ما تحمل الطائرة أحد الناطقين باللغة المحلية.
تتميز الطائرة بالخصائص الآتية: بها 4 محركات، كل محرك بقوة 4910 حصانات، السرعة 299 ميلا في الساعة، وتستطيع الطيران أكثر من 3380 كيلو مترا متواصلا قبل حاجتها للمزيد من الوقود، طول الطائرة 30.9 مترا، وعرض جناحيها 40.4 مترا، وتتكلف 70 مليون دولار أمريكي في صناعتها.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إسقاط أجهزة الراديو أثناء إحدى العمليات الخاصة. فقد حدث نفس الشيء أثناء حرب فيتنام، حين كانت الحرب النفسية عبر الأثير على أشدها، في حين أن السكان لم تكن لديهم إمكانيات امتلاك أجهزة الراديو. وبالتالي كان الحل هو ترك أجهزة خاصة لا تستقبل إلا بَثَّ القوات الأمريكية في الأتوبيسات وعلى الطرق، كما قامت قوات البحرية بإسقاط المئات منها قرب الشاطئ، وأخيرا تم إسقاط أكثر من 8000 جهاز على فيتنام الشمالية عام 1967.
إن الشعب الأفغاني قد مرَّ بالعديد من الحروب التي لم يفلح فيها معتدٍ حتى الآن. واعتقادي بالشعب الأفغاني أن رد فعله لسقوط تلك الأجهزة على أراضيه لن يختلف عن رد فعله لإسقاط "المعونات الغذائية"، والذي جمع تلك المعونات وأحرقها في مشهد مهيب.