أمور غريبة حدثت بعد مباراة مصر وليبيا 4/9/2005 5:25:00 PM |
لقطة من مباراة مصر وليبيا |
كتب: محمد عبد الخالق فى البداية أحب أن أوضح سبب تأخير الكتابة فى هذا الموضوع؛ وهما فى الحقيقة سببين: الأول أننى فضلت الانتظار أطول فترة ممكنة بعد اللقاء على أمل التوصل إلى إجابة على واحد من الأسئلة التى جالت بخاطرى لكنى للأسف لم أتوصل لأى حل أو حتى تفسير منطقى
والثانى: أننى –أيضاً- فضلت الانتظار حتى تنتهى ردود الأفعال القوية من الجانب الليبى التى انهالت بقوة السيل بمجرد انتهاء المباراة، والتى أعتقد أنها صدر جزء منها بالفعل قبل انتهاء المباراة وتحديداً بعد إحراز المنتخب المصرى الهدف الثانى، والآن دعونا ندخل إلى الموضوع مباشرة
لعبنا مباراة الذهاب فى تصفيات إفريقيا المؤهلة لكأس العالم أمام ليبيا ونلنا هزيمة مفاجأة وثقيلة ومر الموضوع، ثم عدنا ولعبنا أمامها مرة أخرى فى لقاء العودة وفزنا عليها فوزاً كبيراً واعتبرنا الموضوع ثأر شخصى وأيضاً مر الموضوع وانتهى سريعاً واعتبرناه خطوة انتهت وعلينا النظر للخطوة التالية
لكن الموضوع لم يمر هناك على ساحل المتوسط فى ليبيا الشقيقة، ورجاء حار من كل من يعرف أسباب عدم مرور الموضوع بسلام أن يرسل لى لكى يهدأ قلبى وتقر عينى واجد مبرراً منطقياً لهذه القرارات الغريبة التى تأتينا كل يوم قادمة من الصحراء الليبية
فعلى الرغم من قصر عمر الكرة الليبية ومنجزاتها قياساً بالكرة المصرية صاحبة التاريخ الطويل المديد صاحب الصولات والجولات والانتصارات والسقطات؛ فإن القائمين على الكرة هناك لم يغفروا لأنفسهم الهزيمة أمام المنتخب المصرى
وكإنها جريمة لا يقبلها عقل أو منطق أن يفوز المنتخب المصرى على المنتخب الليبى، لم استوعب (ولم أتمكن حتى الآن من استيعاب) الأسباب التى تجعل قيادة اللعبة فى ليبيا الشقيقة تعطى الموضوع هذه الأهمية وتتعامل معه من منطلق أن هزيمة المنتخب الليبى من المنتخب المصرى جريمة لا تغتفر
ومع احترامى للأشقاء فى ليبيا ورغبتهم فى رفع مستوى اللعبة عندهم؛ وجدت نفسى أقول إن فوز المنتخب المصرى على المنتخب الليبى يجب أن يكون أمراً طبيعياً، وإذا كان ومرت الكرة المصرية بفترة ركود وكساد فهذا لا يعطى الحق لفريق لا يزال –قياساً بتاريخ المنتخب المصرى- يحبو فى ملاعب كرة القدم أن يرفض الهزيمة من المنتخب المصرى ويعتبرها فضيحة
فعلى الرغم من ضمان ليبيا التأهل لكأس الإمم الإفريقية التى تستضيفها مصر، وعلى الرغم من أن وضع ليبيا فى مجموعتها المؤهلة لكأس العالم أفضل من وضع المنتخب المصرى حتى بعد فوزه؛ فإن الأخوة الليبيين يعتبرون أن الهزيمة من المنتخب المصرى نهاية العالم
وكأنه -بغض النظر عن نتائج هذه الهزيمة- مجرد فكرة الهزيمة من منتخب مصر عار دونه الموت!!!
هل نسيت ليبيا وكل دول الشمال الإفريقى بل ودول القارة الإفريقية بأكملها تاريخ المنتخب المصرى والفرق المصرية؟ هل نسوا أم تعمدوا تناسى هذه الحقيقة التى لا يمكن أن ينكرها أو يمحوها فترة ضعف مرت بالكرة المصرية؟؟!!
ردود فعل غير منطقية بعد هزيمة منتخب ليبيا أمام المنتخب المصرى • ثورة غير مسبوقة على محمد الخميسى المدير الفنى للمنتخب الليبى وتحميله مسئولية الهزيمة غير المقبولة، وصلت لحد دفعه إلى تقديم استقالته لعدم اللجوء لقرار الإقالة
• الصحافة الليبية أقامت الدنيا ولم تقعدها بحثاً عن الأسباب وراء الهزيمة، والنتائج المتوقعة، والدروس والعبر المستفادة
• الربط بين استقالة الساعدى القذافى قبل المباراة بأسبوع وبين هزيمة المنتخب، ولا نعرف ما العلاقة بين هذين الحدثين!
• تشكيل لجنة لتقصى الحقائق لبحث أسباب الهزيمة
• إيقاف الدورى الليبى لحين التوصل للشكل المرضى للكرة الليبية، بمعنى آخر (إما نهزم مصر وإما ما فيش كورة خالص)!
كلمة أخيرة: كرة القدم رياضة والرياضة تحتمل الخسارة كما تحتمل المكسب، وتتطلب روح رياضية، وأبداً لم يكن فى يوم من الأيام هزيمة أى فريق نهاية الدنيا فمنتخب البرازيل -أقوى منتخبات العالم- فقد كأس العالم فى مباراة نهائية أمام فرنسا ولم نسمع عن إيقاف الدورى البرازيلى، أو جلد لاعبى المنتخب، أو أى من القرارات الغريبة التى نسمعها فى بلادنا العزيزة