نفي مصري للواقعة
وكان مسؤولو كرة القدم في مصر والجهات الأمنية في البلاد قد واصلوا إصرارهم على نفي ما تردد من أنباء حول تعرض الحافلة التي أقلت المنتخب الجزائري الأول لكرة القدم من مطار القاهرة الدولي إلى فندق "لوباساج" القريب من المطار للرشق بالحجارة من قبل مشجعين مصريين، وما تبع ذلك من تهشم زجاج الحافلة وتعرض العديد من لاعبي الفريق لإصابات مختلفة.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية اليوم الجمعة عن مصدر أمني مصري نفيه وقوع أي اعتداء جماهيري على الحافلة مؤكداً أنه بالتحقيق في شكوى مسؤولي بعثة المنتخب الجزائري بتعرض الحافلة للاعتداء، تم التحقيق ومعاينة الحافلة وتبين أن زجاجها "تم تهشيمه من الداخل وليس من الخارج".
وقد نفى أيمن يونس عضو اتحاد الكرة المصري قيام الجماهير المصرية بالاعتداء على حافلة المنتخب الجزائري وأكد لصحيفة "الشرق الأوسط" أن الجماهير المصرية هتفت للمنتخب المصري ولم تسئ للجزائر في شيء، مضيفاً: "لقد جاء الاستفزاز من المنتخب الجزائري نفسه لأنهم رفعوا الأحذية في وجه الجمهور".
في حين نفت مصادر أمنية بمطار القاهرة أمس ما ذكره رئيس اتحاد الكرة الجزائري بالاعتداء على حافلة نقل منتخب الجزائر وتحطيم نوافذه وإصابة عدد من اللاعبين.
وقالت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها: "كنا نتابع عملية انتقال حافلة اللاعبين من الصالة رقم 4 بالمطار إلى فندق لوباساج القريب من المطار وسط حراسة أمنية مشددة من مديرية أمن القاهرة وكان بعض المشجعين الجزائريين في طريق المطار وعدد قليل من الجماهير المصرية وبدأ مشجعو الجزائر في إطلاق "الشماريخ" مما أدى لإثارة الجمهور المصري الذي فوجئ بإصابة زجاج الحافلة بحجر شرخ زجاج إحدى نوافذ الحافلة بينما أكمل الفريق الجزائري تحطيم الزجاج بنفسه".
وأضافت المصادر: "أغلق الجزائريون بعد ذلك الحافلة وسحبوا مفاتيحها من السائق واستدعوا مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لمعاينة الحافلة واتخاذ اللازم إزاء ذلك".
وتوقعت المصادر ذاتها أن يكون ما حدث مُرتباً من الجزائريين خاصة وأنهم قدموا شكوى مسبقة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم بمخاوفهم من الجماهير المصرية وطالبوا بمراقبين أمنيين من فيفا وهو ما حدث بالفعل حيث أرسل فيفا مراقبين اثنين إلى القاهرة لمتابعة الاستعدادات المصرية للمباراة.
"حادثة ملفقة"
واتهمت الصحف المصرية الصادرة اليوم الجمعة اللاعبين الجزائريين بتلفيق الحادثة على حافلتهم، كي يوتروا الأجواء قبل المباراة.
وذكرت صحيفة "الأهرام" الواسعة الانتشار أن اللاعبين هم من ألحق الضرر بالحافلة: "قام بعض اللاعبين بتهشيم زجاج الحافلة مدعين أنهم هدفا لرمي الحجارة".
أما صحيفة "الشروق" فاعتبرت أن الحادثة بأكملها "ملفقة"، وكتبت "الجمهورية" أن "لاعبي الجزائر قاموا بالاعتداء على سائق الحافلة".
"حادثة أليمة"
وفي الجزائر كتبت صحيفة الوطن أن الحادث "كمين"، مؤكدة أن "الخضر لن يستسلموا، في إشارة إلى لون بزات الفريق الجزائري "على الرغم من العداء المصري".
أما وزير الشباب والرياضي الجزائري هاشمي ديار فأعرب لإذاعة الجزائر عن أسفه "لهذه الحادثة الأليمة". وأضاف "يتوّجب على الاتحاد الدولي أن يأخذ التدابير اللازمة، لأنّ ما حصل غير مقبول على الإطلاق على الرغم من أنّ هذه الحادثة لا يمكن أن تؤثر على العلاقة القديمة بين البلدين". وأضاف "نحن شعب مسالم ولا نريد استفزاز احد".
وكان رابح سعدان المدير الفني للمنتخب الجزائري وصل الأربعاء الى الفندق الخاص بالفريق الأربعاء وسط حراسة أمنية قوامها ثمانية أفراد من الحرس الوزاري الجزائري.