250 فيروساً تغزو الجسم والأطفال بحاجة إلى حماية الصدر والأذنين والقدمين
د.خالد بن عبد الله المنيع
قبل عشرات السنين كان الأجداد يعيشون حياة صعبة خاصة في مثل هذه الايام حين الانتقال إلى أيام قاسية البرودة فالملابس شحيحة وأجهزة التدفئة تكاد تكون معدومة فما أصعب أن يغتسل الانسان بماء يكاد يجمد الدماء في عروقه.
قيض الله لهذا البلد ملكا صالحا فتحت له الارض خزائنها بارادة الله تعالى فأكرم الله بها هذا البلد وأهله بخيرات هذه الارض لانزال ننعم بها وسينعم بها اجيال قادمة باذن الله.
نقطة تحول في مسيرة هذا البلد فقد تبدل الخوف بالأمن وتبدل الفقر والحاجة بالغنى والمرض بالصحة.
بحمد الله وفضله توفرت كل وسائل الراحة والتدفئة فلم نعد نعاني ماكان أجدادنا يعانونه في صراع مع أيام الشتاء فلم يبق من ذلك العهد غير حكم وعادات نتوارثها جيلا بعد جيل تحمل بين طياتها العديد من العبر.
لاشك أن الانتقال من أجواء حارة الى أجواء باردة وهو مانعيشه هذه الايام هو أكثر ضررا من عملية الانتقال من أجواء باردة نسبيا الى أجواء معتدلة وهو مايوفق نهاية فصل الشتاء ومن هنا جاءت الحكمة الشائعة "اتق أول البرد وتلق آخره" وفيها تحفيز لاتقاء بداية الشتاء وتقليل من ضرر البرد في نهاية الفصل.
ونحن نعيش هذه الايام موسم دخول فصل الشتاء يجب ان نكون على حذر من تعرض اطفالنا الى التيارات الباردة.
وبنفس المبدأ فان تعرض الطفل الى أجواء دافئة وسط المنزل ثم الانتقال المفاجئ الى الاجواء الخارجية الباردة يشكل فرصة مناسبة للفيروسات لمهاجمة الجسم والتسبب في امراض الشتاء.
الاطفال هم اكثر الناس تعرضا للاصابة بأمراض الشتاء فهم الأقل دراية بطرق الوقاية. واعراض البرد لديهم هي اقوى من اعراض امراض البرد لدى الانسان البالغ.
تختلف اعراض البرد من طفل لآخر تبعا لاختلاف نوع الفيروس المسبب للمرض. فالفيروسات المسببة لنزلات البرد تتعدى 250 فيروسا. ولكن الاعراض الشائعة هي:
• ارتفاع درجة الحرارة
• الزكام وسيلان الانف
• صداع وسعال
• خمول، تعب عام في الجسم
• نقص في الشهية
من وسائل الوقاية من امراض البرد تناول بعض الاطعمة والمشروبات الدافئة التي تقوي المناعة وتعطي الجسم الطاقة والدفء وعلى رأسها الزنجبيل والذي يشيع استعماله في وقت الشتاء الزنجبيل من نباتات المناطق الحارة تنمو تحوي جذوره زيوت طيارة لها رائحة نفاذة وطعم لاذع له ازهار صفراء. لايستخرج الزنجبيل الا عندما تذبل اوراقه كما انه لايطحن الا بعد تجفيفه يجب أن يحفظ الزنجبيل في درجة تجمد ويمكن ان يوضع في الماء عدة ساعات حتى يتشرب الماء لانه قد يصاب بالتسوس وبالتالي تضعف فاعليته.
لاعطاء مفعول اقوى للزنجبيل ينبغي استعماله طازجا غير مخزن حيث يبعث رائحته النفاذة ولونه الفاتح وطعمه الاصلي أما اذا كان مطحونا فيجب ان يكون خاليا من العيدان والشوائب. الزنجبيل ذكر كثيرا في الطب القديم فقد قال عنه ابن سيناء الزنجبيل أصوله صغار مثل أصول السعد لونها إلى البياض وطعمها شبيه بطعم- الفلفل طيب الرائحة ولكن ليس له لطافة الفلفل، ويستعمل ورقه في أشياء كثيرة كما نستعمل نحن الشراب في بعض الأشربة وفي الطبخ. حرارته قوية ولا يسخن إلا بعد زمان لما فيه من الرطوبة لكن إسخانه قوى ملين يحلل النفخ: يزيد في الحفظ ويجلو الرطوبة عن نواحي الرأس والحلق، ويجلو ظلمة العين كحلا وشربا. يهضم الغذاء، ويوافق برد الكبد والمعدة، يهيج الباءة ويلين البطن تليينا خفيفا.
استعمالات الزنجبيل:
• يكثر استعمال الزنجبيل في فصل الشتاء فهو مما يولد الدفء
• يستعمل لتطييب نكهة الطعام.
• طارد للغازات الهضمية.
• يدخل في تركيب أدوية توسيع الأوعية الدموية.
• يبعث على التعرق فهو ملطف للحرارة.
• يدخل في تركيب وصفات زيادة القدرة الجنسية.
• يدخل في علاج آلام الحيض.
• يقوى جدار المعدة ويسهل الهضم
• يقوي الاعصاب
• يقوى الجهاز المناعي بالجسم لتنشيطه الغدد – أي أنه مضاد حيوي طبيعي -
• طارد للبلغم ومدر للبول
• يستعمل للارق وقلة النوم
• مطهر للحنجرة والقصبة الهوائية
• مقوي للذاكرة ولعلاج العشى الليلي
• مفيد لعلاج صداع الشقيقة
• مساعد في تخفيف انتفاخات الجهاز الهضمي وعلاج القولون العصبي
• مثبط لاعراض امراض البرد والرشح
أما فيما يتعلق بالاكثار بفيتامين "سي" والموجود في الكثير من الحمضيات فهو من العوامل المساعدة على تقوية مناعة الطفل ومن الفيتامينات الضرورية للجسم ولكن لاينبغي التركيز على الاقراص المصنعة من ذلك الفيتامين لعلاج امراض البرد.
ومن النصائح في سبل الوقاية من امراض الشتاء التي ورثناها عن الاجيال السابقة أن البرد له مداخل اساسية للجسم منها الصدر الاذنين والقدمين لذا فقد كانوا يحرصون على حماية تلك الاجزاء من اجسامهم من تيارات الهواء الباردة كذلك تجنب المشي على الارض الباردة دون حذاء - اكرمكم الله
من المعلوم طبيا ان الاذن تتصل بالبلعوم وبالجهاز التنفسي العلوي فهي منفذ للاصابة لاسمح الله بالعدوى بسبب البرودة الملائمة لنمو البكتيريا او الفيروسات والدخول الى الجهاز التنفسي..
الكثير من الاطفال المصابين بالربو تزداد لديهم النوبات مع دخول فصل الشتاء فبداية أي التهاب في الجهاز التنفسي العلوي قد تكون الشرارة الاولى لبدء ازمات الربو لديهم لذا بدءا يجب تجنب تعرضهم للتيارات او تناولهم المشروبات الباردة كما قد يحتاج البعض منهم للاستمرار على الأدوية او البخاخات الوقائية خلال فترة البرد لتجنب تكرار ازمات الربو لديهم في تلك المرحلة بعد استشارة الطبيب المعالج واختيار الدواء الوقائي المناسب لحالتهم.
الشريحة الاخرى ايضا من الاطفال الذين يجب العناية بهم بشكل اكبر من غيرهم اثناء فترة الشتاء هم الاطفال متدني المناعة كالاطفال المصابين بمرض زلال البول، مرضى الانيميا المنجلية والذين يحتاجون ايضا الى بعض اللقاحات الخاصة لوقايتهم من الالتهابات الانتهازية او المرضى الذين يتلقون ادوية الكورتيزن او الادوية المثبطة للمناعة لفترة طويلة. وكذلك مرضى السرطان.
وهناك بعض المفاهيم الخاطئة التي يسلكها البعض منا فالبعض يبقى النوافذ مغلقة باستمرار خلال فصل الشتاء طلبا للدفء وهذا يمنع تجدد الهواء في الغرف وكذلك يمنع دخول الشمس اليها ويعطي فرصة اكبر لتلوث الهواء داخل المنزل وعدم تجدده.
ومن السلوكيات الخاطئة تجاه التعامل مع الحالة المرضية لاطفالنا عند اصابة احدهم باعراض الرشح والزكام يبادر باستعمال الأدوية المضادة للالتهاب ومنها المضادات الحيوية وهذا اجراء خاطئ فليس كل الالتهابات يتم معالجتها بمضادات حيوية فالالتهابات الفيروسية لاتتأثر بها ولكن يجب ان تكون المعالجة داعمة ونقصد بذلك خفض درجة الحرارة باستعمال الادوية الخافضة للحرارة والكمادات خاصة الاطفال وبصفة اكثر حرصا الاطفال المعرضين للتشنجات الحرارية او من لديهم تاريخ مرضي بالتشنجات الحرارية وكذلك استخدام نقط الانف الملحية في حال انسداد الانف او الدوائية غير الملحية تبعا لعمر الطفل وحالته.
المصدر: صحيفة الرياض